إنفلونزا الطيور، هو مرض طيور معدي سببه فيروسات الإنفلونزا أي influenza A viruses. الطيور المائية المهاجرة - بشكل خاص البطّ البري - تشكل مستودعا طبيعيا لكلّ فيروسات الإنفلونزا أي.
إنفلونزا الطيور له شكل معدي جدا، ميّز أولا في إيطاليا قبل أكثر من 100 سنة، حيث كان يعرف بطاعون الطيور.
من ضمن الأنواع الفرعية الرئيسية الـ15 لفيروس الإنفلونزا أي ، فقط السلالات ضمن الأنواع الفرعية إتش5 و إتش7 تسبّب إنفلونزا الطيور عالية العدوى، والقاتلة لدى الطيور. الدجاج و الديك الرومي معرّضة خصوصا للأوبئة؛ الإتصال المباشر أو غير المباشر مع قطعان الطيور المائية البرّية هو السبب المعتاد لهذه الإصابات. لعبت أسواق الطيور الحيّة دورا مهما أيضا في إنتشار الأوبئة. الطيور التي تنجو من العدوى تفرز الفيروس ل10 أيام على الأقل، من الفم وفي الغائط، مما يسهّل إنتشارا أكثر. على خلاف الدجاج، البط معروف بمقاومة الفيروس حيث يعمل كناقل بدون الإصابة بأعراض الفيروس، و هكذا يساهم في إنتشار
إتش5إن1 (H5N1)
إنتقال أنفلونزا الطيوريصيب فيروس إنفلونزا الطيور عادة الطيور و الخنازير. و لكن منذ عام 1959م، الأنواع الفرعية من الفيروس إتش5, إتش7، وإتش9 عبرت حواجز الأنواع و أصابت البشر في 10 مناسبات. معظم فيروسات إنفلونزا الطيور تؤثّر على البشر مسببة أعراض و مشاكل تنفسية معتدلة، بإستثناء مهم واحد: سلسلة إتش5إن1 (H5N1). إتش5إن1 سبّب إصابات حادّة بنسبة ضحايا مرتفعة في 1997, 2003، و2004.
أظهرت الدراسات التي تقارن عينات الفيروس مع مرور الوقت بأنّ إتش5إن1 أصبح تدريجيا مسبّبا خطيرا للمرض لدى الثديات، و أصبح أكثر قوة الآن من الماضي، حيث يستطيع الصمود لأيام أكثر في البيئة. تظهر النتائج بأنّ إتش5إن1 يوسّع مدى أستهادفه لأنواع الثديات. في 2004, إتش5إن1 سبّب مرض قاتل بصورة طبيعية للقطط الكبيرة (النمور و الفهود) وأصاب تحت ظروف مخبرية القطط المنزلية، و هي أنواع لم تكن تعتبر معرّضة لأمراض ناتجة عن أيّ فيروس إنفلونزا أي.
إن حالات التفشّي الأخيرة لفيروس إنفلونزا الطيور (إتش5إن1) في الدواجن في آسيا رفع المخاوف حول مصدر العدوى وخطر إصابة البشر.
(الدواجن)
يستطيع فيروس إنفلونزا الطيور البقاء على لحم الدجاج المذبوح ويمكن أن ينتشر عبر المنتجات الغذائية الملوثة ( اللحم المجمّد ). عموما، تزيد درجات الحرارة المنخفضة إستقرار الفيروس. الفيروس يستطيع أن يبقى في غائط الطيور ل35 يوم على الأقل في درجات الحرارة المنخفضة (4 °C)؛في إختبارات الإستقرار التي أجريت على العينات البرازية، أستطاع فيروس إتش5إن1 الصمود في درجة حرارة 37 °C لمدة 6 أيام . فيروسات إنفلونزا الطيور بإمكانها أن تصمد أيضا على السطوح، مثل بيت الدواجن، لعدّة أسابيع. بسبب هذه القابلية للبقاء، فإن طرق حفظ الغذاء العادية مثل التجميد والتبريد سوف لن تخفّض تركيز أو نشاط الفيروس بصورة جوهرية في اللحوم الملوثة. الطبخ الطبيعي (درجات حرارة في حدود أو فوق 70 °C) تعطّل الفيروس. حتى الآن ليس هناك دليل على إصابة البشر خلال إستهلاك لحم الدجاج الملوث و المطبوخ بشكل جيد.
دجاجة مصابة بأنفلونزا الطيوريمكن أن يستنتج بأنّ لحم الدجاج المطبوخ جيدا آمن، لكن المشكلة تكمن في أن التعامل مع لحم الدجاج المجمّد أو المذاب قبل طبخه يمكن أن يكون خطراً.
بالإضافة الى ما سبق، فإن أسلوب تسويق الطيور الحيّة يؤدي الى تعرّض شامل و بشكل أكبر إلى الأجزاء الملوثة من الطيور، إبتدأ بالذبح, نزع الريش، نزع أحشاء، الخ. مما يشكّل خطر ضخم على الشخص المشترك في هذه النشاطات. الدراسات المحدودة المتوفرة، تظهر بأنه تقريبا كلّ أجزاء الطير المصاب ملوثة بالفيروس.
في مناطق تفشّي الدواجن، يجب تقليل الإتصال بين البشر والدواجن الحيّة قدر المستطاع، و ذلك بتحديد حركات الطيور الحيّة وبإستعمال العناية في النشاطات التي قد تعرض الشخص للخطر مثل تربية قطعان الدواجن الطليقة في البيوت و الذبح البيتي للدواجن.
(البيض)
فيروس إنفلونزا الطيور يمكنه التواجد داخل وعلى سطح البيض. بالرغم من أن الطيور المريضة ستتوقّف عن الوضع عادة، البيض المنتج في مرحلة المرض المبكّرة يمكن أن يحتوي الفيروسات في الزلال والمح بالإضافة إلى تواجده على سطح القشرة الخارجية. إنّ وقت صمود الفيروس على السطوح مثل البيض كافي للسماح للنشر المرض بصورة وبائية. الطبخ الجيد فقط سيكون قادر على تعطيل الفيروس داخل البيض. ليس هناك دليل طبي، حتى الأن، على أن البشر أصيبوا بالمرض بإستهلاك منتجات البيض أو البيض نفسه. في حالة واحدة، أصيبت خنازير من خلال غذاء يحتوي بيض غير مصنّع جلب من طيور مصابة بإنفلونزا طيور.
(الممارسات الصحّية لتجنّب إنتشار الفيروس خلال الغذاء)
يفصل اللحم الني عن الأطعمة المطبوخة أو الجاهزة للأكل لتفادي التلوّث:
لا يستعمل نفس لوح التقطيع أو نفس السكين.
لا تلمس الأطعمة النيئة ثم المطبوخة بدون غسيل يديك جيدا.
لا يعاد وضع اللحم المطبوخ على نفس الصحن الذي وضع عليه قبل الطبخ.
لا يستعمل بيض نيء أو مسلوق بدرجة خفيفة في تحضير طعام لن يعالج بحرارة عالية فيما ما بعد (الطبخ).
الأستمرار بغسل و تنظّيف يديك: بعد التعامل مع الدجاج المجمّد أو الذائب أو بيض النيء، تغسل كلتا اليدين بالصابون وجميع الأسطح والأدوات التي كانت على إتصال باللحم النيء.
الطبخ الجيد للحم الدجاج سيعطّل الفيروسات. و ذلك إمّا بضمان بأنّ لحم الدجاج يصل 70 °C أو بأنّ لون اللحم ليس ورديا. محّ البيض لا يجب أن يكون سائل.
(إصابة النمور)
مؤخرا, عدد كبير من النمور أصيب بفايروس إتش5إن1 ومات في حديقة حيوانات في تايلند بعد أن غذّى بالدجاج الملوث. حتى الآن ليس هناك فهم واضح إذا ما كانت النمور قد غُذّيت بالدجاج كاملا أو بقايا الدجاج، لكن هناك إشارات أن الدجاج كان بقايا من أحد المسالخ. إذا كانت النمور قد غذّيت بالدجاج الميت الكامل، فمن المحتمل أنها أصيبت خلال التماس المباشر بالفيروسات الموجودة على الريش وفي المنطقة التنفسية للدجاج. بالعكس، إذا تمت التغذية بالقطع من المسلخ، فمن الأرجح أنهم أصيبوا بإستهلاك العظام واللحم الملوث.
(مخاوف الصحة العامة)
تفشّي حالات المرض بين البشر بسبب إنفلونزا الطيور إتش5إن1 من الدواجن، بدأت في آسيا في 2003م. حتى الآن، أغلبية الحالات حدثت لأطفال وشباب كانوا يتمتعون بصحّة جيدة قبل الإصابة. معظم، و ليس جميع، هذه الحالات تم ربطها بالتماس المباشر بالدواجن المصابة أو إفرازاتها.
إتش5إن1 يعتبر مقلقا بشكل محدد لعدّة أسباب. إتش5إن1 يتغيّر بسرعة ويمكن أن يستخدم جينات من الفيروسات الأخرى حيث يشمل ذلك فيروسات إنفلونزا الإنسان.
إنّ الوباء الحالي للإنفلونزا الطيور المعدية جدا في البلدان الآسيوية كان سببه إتش5إن1، لذا يشكل هذا الفايروس حالة قلق. إذا أصيب بشر أكثر، بمرور الوقت، تزيد الإمكانية أيضا لظهور نوع فرعي مبتكر له جينات إنسانية كافية لتسهيل الإنتقال من شخص إلى أخر. مثل هذا الحدث يؤشّر بداية لوباء إنفلونزا.
(الناحية التاريخية)
تحدث أوبئة الإنفلونزا في دورات من 20 إلى 30 سنة. في القرن العشرون، حصل وباء الإنفلونزا العظيم 1918م-1919م، الذي تسبّب بما يقدر من40 إلى 50 مليون وفاة حول العالم، تلته الأوبئة الأكثر إعتدالا في 1957م-1958م و 1968م-1969م. خبراء الإنفلونزا حول العالم متفقون بأنّ إتش5إن1 عنده الإمكانية للتحول الى وباء كبير. و كون الفيروس يستوطن الآن في أجزاء ضخمة في آسيا، فالإحتمال بأنّ هذه التوقعات ستتحول الى واقع قد إزداد. و بينما من المستحيل التوقّع بحجم و مقدار الوباء القادم بدقّة، فأنه من المؤكد أنّ العالم غير مستعد لوباء بأيّ حجم و غير مستعد أيضا للمشاكل الإجتماعية و الإقتصادية الواسعة التي ستنتج عن الأعداد الضخمة من البشر الذين سيمرضون، يعزلون صحيا أو يموتون.
==========
اخيرا الله يحفظ بلادنا العربية والمسليمن في كل مكان
ـــــــــ،،،ـــــ،،،ـــــ،،،ــــ،،،ــــــ،،،ــــ،،،
مع تحياتى
ـــــــــــــ
محمد عجور